رسالة مفتوحة إلى السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بنيابة إقليم خريبكة

إلى السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بنيابة إقليم خريبكة                                           

 

           الموضوع: رسالة مفتوحة

 

    تحية واحتراما،

 

     في غياب إمكانية مخاطبتكم بصفة مباشرة، نتيجة ردود أفعالكم غير المقبولة والمتشنجة جدا، إذ كشفتم حين استقبال أحد مسؤولي الجامعة بصفته موظفا عما تكنونه من حقد وضغينة لمناضلي الجامعة وما تضمرونه من رغبة في الانتقام منهم وبلغة سافلة ومنحطة… وبما يفيد إغلاقكم باب التفاوض مع نقابتنا لمجرد أنها مارست حقها في الاحتجاج على سوء التسيير والتدبير بالنيابة، وحرصا منا على عدم السير بالتوتر إلى مداه الأقصى، كما يشتهي المفسدون بالنيابة الذين يدفعونكم نحوه بوعي منكم أو بدونه، والتزاما منا بما تمليه علينا مسؤوليتنا النقابية في السعي ما استطعنا إلى اجتناب الصدام والبحث عن التفاوض خدمة لحقوق ومصالح نساء ورجال التعليم بالإقليم، وبحكم أننا كنا ولا زلنا نسعى دوما إلى حل المشاكل وليس إلى اختلاقها، وحتى لا يدفعكم حقدكم المجاني على الجامعة ومناضليها إلى ارتكاب مزيد من الأخطاء قد تكون قاتلة، وبالرغم من كل السلوكات والتصرفات اللامسؤولة والعدائية التي باشرتموها اتجاه جامعتنا العتيدة والمناضلة، وبعض الممارسات المتعالية والتسلطية التي أقدمتم عليها والتي أدت إلى تشنج العلاقة بين جامعتنا وبينكم، وبدافع الغيرة على العمل النقابي الجاد ومصالح الشغيلة التعليمية ولتأكيد صدق إرادتنا فقد ارتأينا كمكتب إقليمي للجامعة الوطنية للتعليم بخريبكة ـ في خطوة أولى تليها أخرى ـ أن نبلغكم وبشهادة الجميع ما يلي:

1 ـ التخلي عن التعامل السلبي مع عمليات نزع بيانات جامعتنا من السبورة النقابية بالنيابة، حتى لا يأخذ ذلك صبغة تشجيع مفضوح، خاصة وأن المكان الموجودة به السبورة محروس على الدوام، كما أن أدبيات النقابات الأخرى تبقى مثبتة حسب مشيئة أصحابها!!!؟؟؟

2 ـ وضع حد لاختزال الجامعة في أشخاص بعينهم وإبداء الحقد والكراهية وروح الانتقام اتجاههم، في حين من المفروض التعامل مع المكاتب النقابية كأجهزة لا كأفراد، والتخلي عن وهم تركيع المناضلين و«قولبتهم» لأن في ذلك مضيعة للوقت لا غير، ولن يساهم في حل المشاكل والقضايا التعليمية المطروحة، بل سيزيدها تعقيدا.

3 ـ الكف عن التذرع بسد باب الحوار مع جامعتنا بدعوى كونها ليست من ضمن النقابات الأكثر تمثيلية، ولعلمكم فهي تتوفر على تمثيلية مشرفة أكثر من نقابات أخرى تستقبلونها، وهي تحظى  باستقبال الوزير ومدير الأكاديمية، فلا داعي لأن تضفوا على أنفسكم هالة وهمية ، وتلبسوا ذاتكم حجما متضخما لا يتناسب والمهام الملقاة على عاتقكم.

4 ـ الكف عن احتقار النقابيين ومحاولة إخضاعهم باعتبارهم موظفين تحت إمرتكم أو التنقيص من قيمتهم انطلاقا من الوظائف التي يشغلونها، والتعامل معهم بصفتهم شركاء يمثلون مؤسسة تقف ندا للند مع النيابة.

5 ـ الكف عن الادعاء بأن بعض ممارساتكم التسلطية تتم بضغط من السلطة، فهذه الذريعة  لن ولا تعفيكم أبدا من ضرورة تحمل مسؤوليتكم في اجترام الحقوق والحريات النقابية.

6 ـ التوقف عن اعتبار النيابة إقطاعية تتصرفون فيها كيفما يحلو لكم، تمنعون ما تريدون عمن تريدون وتكلفون من تريدون  بما تريدون وتقطعون ما تريدون على من لا تريدون أو ممن يبدون لكم أدنى معارضة لسوء التسيير والتدبير بالنيابة، وأيضا الكف عن إفراغ القداسة والطهرانية على شخصكم بالانتقام ممن تجرأ على الاحتجاج أمام النيابة، علما أن الاحتجاج حق مشروع يتم أمام جميع إدارات ومؤسسات الدولة، ولستم استثناء!!!؟؟؟

7 ـ الكف عن التهرب من المسؤولية اتجاه ملفات بعينها، فرمي مثلا المسؤولية كاملة على مدير الأكاديمية في ما يخص موضوع المساكن المحتلة باعتباره أخفق في إدارته وقام بتهميشكم، يبدو غير واقعي ومجانب للصواب، والتنصل من أية مسؤولية اتجاه عاملات وعمال الوساطة بالإقليم بالاستنكاف حتى عن مراقبة دفاتر التحملات بالنسبة للشركات، وإدارة الظهر للمشاكل التي يتخبطون فيها، وغض الطرف عن السمسرة والتواطؤ مع الشركات من طرف مصلحة الشؤون الإدارية والمالية يبدو موقفا غير سليم ويتطلب المراجعة.

8 ـ إن تصريحكم بالابتعاد عن التلاعب والفساد بالنيابة وخارجها يبدو متناقضا مع دفاعكم المستميت عن المسؤولين عن ذلك، وخاصة بمصلحتي الموارد البشرية والشؤون الإدارية والمالية، في حين يحتم عليكم الواجب والقانون التصدي لذلك والعمل على تطهير النيابة منه، والكف عن استهداف فاضحي الفساد.

9 ـ الكف عن الادعاء في كل وقت وحين ، بأنكم لا تأبهون بأي كان، وأن منصب نائب لا يهمكم في شيء وأنكم على أتم الاستعداد للتخلي عنه في كل وقت وحين، إذا ما حاول أيا كان فرض أي شيء لا يروقكم؟ فالمفروض فيكم تحمل مسؤوليتكم كاملة والتعامل مع الجميع على قدم المساواة وطبقا للقانون، بدل سياسة الهروب إلى الأمام التي لن تجدي نفعا، أو التخلي عن المنصب انسجاما مع ادعائكم هذا.

نتمنى السيد النائب ألا تتعاملوا بتشنج مع رسالتنا هاته وأن تحملوا مضامينها على محمل الجد، لأن من شأن ذلك تحسين أدائكم وإبعادكم عن الشبهات وعن التوتر المفتعل مع نقابتنا، الذي أوقعكم فيه المفسدون مستغلين قلة حنكتكم وضعف خبرتكم. وإننا لعلى أتم الاستعداد لتقديم كل ما في وسعنا لتصحيح الأوضاع المختلة وخلق أفق جديد يسمح ببناء علاقة سليمة ومتوازنة بين نقابتنا وبينكم.             

                          وتقبلوا السيد النائب منا أصدق المشاعر، والسلام عليكم.

                                                                                  عن المكتب الإقليمي

                                                                                  الكاتب العام: محمد جبار

رسالة مفتوحة للنائب الاقليمي خريبكة

التعليقات مغلقة.