نيابة التعليم بتاونات على عهد النائب السابق: بؤرة الفساد والاختلال

نيابة التعليم بتاونات على عهد النائب السابق: بؤرة الفساد والاختلال

من احتجاجات الجامعة الوطنية للتعليم

المصدر: مدونة http://rifakmountada.blogspot.com

مند تولي النائب الإقليمي السابق – مدير أكاديمية مكناس تافيلالت حاليا – مهام تسيير شؤون القطاع بتاونات… والشأن التعليمي في تدهور ملحوظ. في ظل انتشار فساد إداري… وانفراد بالقرارات… وسيطرة العلاقات الزبونية ومنطق الولاءات مما أثر سلبا على المنظومة التربوية وواقع المدرسة العمومية بالإقليم… وأسس للتجاوزات كنمط لتدبير الشأن التعليمي.

وقد تجلت هذه العشوائية من خلال تكليفات مشبوهة وتستر علني على الأشباح المسخرين لخدمة أجندة النيابة في ظل غياب تام لتكافؤ الفرص، ولشروط النزاهة والشفافية في تحديد المعايير المعتمدة لمقاربة قضايا وانشغالات الأسرة التعليمية، وإيجاد حلول عملية لمشاكلها…

وفي ظل هدا الوضع المتردي، المطبوع بالعبثية والاختلال، خاض مناضلو ومناضلات الجامعة الوطنية للتعليم معركة الكرامة من أجل تحصين المكتسبات والدفاع عن المطالب العادلة وإقرار ديمقراطية حقيقية كمنهج وخيار لتدبير القطاع.

هكذا كان للجامعة موعد مع فضح الفساد والتسلط… وشكل التقرير الصادر عن المكتب الإقليمي يوم 21 فبراير 2008 تحت عنوان: * – تقرير حول خروقات السيد النائب الإقليمي- الشرارة الأولى التي أعلنت بداية المواجهة مع عبثية الإدارة بحيث وضع التقرير اليد على الفساد المالي والإداري، وتطرق للإطعام والبنايات وخصص حيزا مهما لفضائح الموارد البشرية، وتستر النائب على الأشباح.

وكان من نتائجه المباشرة – ايفاد لجنة جهوية للتقصي أقالت ثلاث رؤساء مصالح: مصلحة الموارد البشرية، البنايات. والشؤون التربوية. وهو ما شكل اعترافا صريحا بوجود الخلل وحدوث تجاوزات وضرورة التغيير – 

ولإطفاء الشرعية على القرارات الخاطئة وإعطاء صورة عن ديمقراطيتها الزائفة اعتمدت النيابة التعليمية أسلوب الاحتماء خلف تحالف مصلحاتي يقايض تمرير المغالطات وترويج الأكاذيب بمصالحه الخاصة….متقمصا دور الشرطة النقابية التي حددت مهمتها في إضعاف صوت الجامعة وترويج ثقافة الخنوع والاستسلام وتكريس الانتهازية والوصولية.

لم تحقق الدعاية المسمومة لعناصر التحالف الجبان ولا بياناتها المغرضة، ومقالاتها المنشورة على صفحات المواقع الالكترونية هدفها، وزاد زحف المناضلين/ ات الذين حددوا أهدافهم في عنوان عريض: من أجل الديمقراطية والكرامة والحقوق

كانت أساليبهم في مواجهة الامتداد التنظيمي والنضالي للجامعة تظهر حالة من التلاشي والضعف يتخبط فيها الحقل النقابي بالإقليم… وتؤكد مستوى الانحراف في التعاطي مع قضايا الشغيلة التعليمية ومع واقع تعليمي متأزم… يحتاج إلى تضافر الجهود وتوحيد الصفوف من أجل انقاد ما يمكن إنقاده… ورد الاعتبار للمدرسة العمومية ولمكوناتها التي تعرضت لحملة تدميرغير مسبوق.

ثم جاءت الرياح من حيث يشتهي النائب الإقليمي وأعداء الديمقراطية… فكانت أزمة الاتحاد المغربي للشغل فرصة سانحة لإقصاء الإطار المشاكس… الصوت النشاز الرافض لسياسة التدجين والتآمر على مصالح الشغيلة.. فوقف النائب موقف الانحياز لتيار البيروقراطية الذي يعرف وضعا تنظيميا مختلا وتشكلت عناصره للعب دور المكمل والمتمم لدائرة الائتلاف الفاسد.

وبعد سنة من الانفراد بالقرارات، وإقصاء الجامعة الوطنية للتعليم كشريك في تدبير الشأن التعليمي تعود النيابة مرغمة لاستقبال أعضاء المكتب الإقليمي يوم 6 دجنبر 2012. يوما بعد استقبال أعضاء المكتب الجهوي من قبل وزير التربية الوطنية على هامش انعقاد المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية بمقر عمالة الإقليم.

وخلا اللقاء – مع نائب وزارة التربية الوطنية – بدا أن الوضع لم يكن مريحا، خصوصا مع ظهور بوادر انفراط عقد التحالف مع النقابات الصديقة، لذلك سعى الى بناء علاقة مع الجامعة الوطنية للتعليم على قاعدة المبدأ النفعي الذي لا يقر بصداقة دائمة، ولا عداوة دائمة، وإنما بالمصالح الدائمة وهدا يعني أن للنائب مصلحة في عودة الجامعة الوطنية كشريك ولكن لدعم مواقفه ضد حلفائه السابقين.

غير أن مصالح الجامعة الوطنية للتعليم كانت محددة وواضحة، وكان عنوانها: من أجل إقرار معايير ديمقراطية تضمن الكرامة والحقوق وشروط الشفافية في التسيير، وفضح الفساد والمفسدين، واتخاذ الإجراءات في حق المتورطين في الفضائح الإدارية والمالية.

لم تكن النيابة راضية على هذا مطلب التغيير، وبدا التحايل واضحا في خطابها… اذ ما معنى بناء علاقات مستقبلية تخدم الشأن التعليمي في إطار تدبير تشاركي شفاف من دون تقييم المرحلة السابقة وتصحيح اختلالاتها؟ وكيف يكون الإبقاء على قرارات استفزازية طائشة مست الأسرة التعليمية في استقرارها النفسي والاجتماعي منطلقا نحو المستقبل؟ ما معنى البناء على أنقاض متهاوية؟ إن الإدارة التعليمية بتاونات لم تبد أي إرادة للتصحيح… ومعالم الفساد الذي انتشر في أروقتها ومصالحها كانت تزداد انتشارا واتساعا.

لهدا فمناضلو ومناضلات الجامعة الوطنية للتعليم الدين ظلوا صوتا نشازا يجهر بالفضح… ويدافع عن كرامة نساء التعليم ورجاله ملتزمون بتطبيق الديمقراطية والشفافية، ولا يمكن إطلاقا أن يتحولوا للعب دور مهرج النيابة… ويكونوا جزءا من دائرة الاختلال.

إن مواصلة مسيرة فضح الفساد والمفسدين هي الهدف، واللقاءات العقيمة لا يمكن أن نطمئن إليها… ينبغي، خلق، جسور، تواصل، حقيقي، بين، مناضلي/ات الجامعة استعدادا للشوط الثاني من معركة الكرامة.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.