اعتقال الأستاذ المتدرب عبدالرحمان الكرومي ببني ملال

التنسيقية المحلية للأساتذة المتدربين بني ملال

_ لجنة المعتقل _

بــــــــلاغ حـــــــول الإعـــتـــــقـــــــــال

” تستطيعون قطف كل الزهور، لكن لن تستطيعوا وقف زحف الربيع”

عبد-الرحمان-الكرومي

في وقت متأخر من ليلة أمس الثلاثاء 5 يناير 2016، أقدمت السلطات القمعية بزي مدني ببني ملال على اعتقال الأستاذ المتدرب عبدالرحمان الكرومي من داخل فندق تيشكا حيث كان يقضي ليلته رفقة أحد مناضلي الاتحاد الوطني للأطر العليا المعطلة. وتم اقتياده إلى مقر ولاية القمع بذريعة كونه مطلوبا بناءً على مذكرة بحث وتوقيف وطنية صادرة عن الوكيل العام للملك بمكناس على خلفية شكاية تتهمه بممارسة “التهديد”. وعلى إثره، في تمام الواحدة بعد منتصف الليل (01h00)، حضر مجموعة من الأساتذة المتدربين، بمعية مناضلي الجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي، لعين المكان قصد الاستفسار عن حيثيات وملابسات وظروف اعتقال الأستاذ المتدرب عبدالرحمان الكرومي، إذ لوحظ تضارب صارخ في روايات قوى القمع للحدث، فمن جهة صرّح أحد مسؤولي الولاية أن واقعة “التهديد” تمت بمكناس منذ شهر ماي الماضي، قبل أن يتراجع عن تصريحه الأول ويؤكد أن الواقعة تمت بميدلت! وأن الأستاذ المعتقل سيظل رهن الحراسة النظرية إلى حين ترحيله القسري إلى مكناس بغاية عرضه على محكمة الاستئناف. وفور تلقي عائلته لخبر اعتقال ابنها، توجهّت صوب “قصر العدالة” بميدلت للتبيّن من مدى صحة هذه التهمة، حيث وقفت على عدم تسجيل أي شكاية أو تهمة بحق فلذة كبدها إطلاقا. الشيء الذي أكده أحد أعضاء فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بميدلت بعد استطلاعه للأمر لدى مصالح المحكمة المعنية. وبالنظر في جوهر هاته الاتهامات، والوقائع المادية المكذبة لها، وجب طرح العديد من الأسئلة الكفيلة بدحض الافتراءت البوليسية تماما وكلية؛ فإذا كانت الاتهامات المزعومة في حق المناضل عبدالرحمان الكرومي ثابتة ودامغة، فلماذا تم تسليمه وثيقة السجّل العدلي قبل التحاقه بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ببني ملال؟ ولماذا لم يتم اعتقاله في شهر نونبر الماضي عندما تسلّم بطاقة تعريفه الوطنية من قسم الشرطة ببني ملال؟ ولماذا لم يتم اعتقاله في المحطة الطرقية قبل إلتحاقه بالمجلس الوطني الثالث عندما تم التحقيق في هويته إلى جانب أستاذ متدرب آخر؟ بناءً عليه، فإن اعتقال عبدالرحمان الكرومي، في هذه الظرفية بالذات، هو اعتقال سياسي هدفه الحد من ديناميته النضالية العالية، وهو الذي لعب دورا بارزا في انفتاح حركة الأساتذة المتدربين على الحركة الجماهيرية الذي تم تتويجه بتأسيس “اللجنة المحلية لدعم نضالات الأساتذة المتدربين ببني ملال” من طرف مجموعة من الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية. فضلا عن نشاطه المتميز، فكرا وممارسة، في صفوف الأساتذة المتدربين محليا ووطنيا، ورفضه لأنصاف الحلول في ملف الأساتذة المتدربين، وكذا رده وتصديه، في مجموعة من الندوات الفكرية والصحفية، على التصريحات التضليلية لكل من رئيس الحكومة ووزير تربيته. ويأتي هذا الاعتقال التعسفي، بعد النجاح المبهر الذي عرفته المعركة البطولية للأساتذة المتدربين في كل محطاتها النضالية، وتزايد المد الجماهيري واتساع رقعة التضامن (آخرها “حمل الشارة” التي اعتبرت أكبر حملة تضامنية في تاريخ المغرب). التي لم تفلح الدولة في احتوائها بالأشكال السلمية وتقديم إجابة مسؤولة عنها والتعامل بجدية مع ملفهم، فلجأت بدل ذلك إلى التصعيد من وثيرة القمع الهمجي بمختلف مراكز التربية والتكوين على الصعيد الوطني مما خلّف اصابات واغماءات بالجملة واعتقالات في صفوفهم كان آخرها؛ المعتقل السياسي عبدالرحمان الكرومي، مما يبين، وبالملموس، وانطلاقا مما أشير اليه سالفا، أن المعتقل لم يتم توقيفه لأسباب جنائية كما هو مزعوم، بل لكونه مناضلا فاعلا في صفوف الأساتذة المتدربين بغية اسقاط المرسومين المشؤومين والدفاع عن الحق في المدرسة والوظيفة العموميتين ضدا على المخططات التصفوية في حقل التعليم. إن اللجنة المتتبعة لقضية المعتقل تتمسك ببراءة المناضل عبدالرحمان الكرومي من المنسوب إليه، وتؤكد أن الاعتقال الذي طاله هو اعتقال سياسي جاء على خلفية تشبته وتمسكه بمطالبنا الشرعية كأساتذة متدربين. ومن هنا نتوجه بالنداء إلى كافة المراكز الجهوية وكل الهيئات والإطارات المناضلة وعموم الجماهير الشعبية بالكفاح من أجل إطلاق سراحه لأن قضيته هي قضيتنا جميعا ومن واجبنا مساندته ودعمه والوقوف إلى جانبه حتى ينال حريته ويعود إلى صفوفنا.

الحرية للمعتقل السياسي الأستاذ المتدرب عبدالرحمان الكرومي

بني ملال في: 6 يناير 2016

اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.