بيان التنسيقية الوطنية للأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد

إن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه الشعب المغربي في هذه الفترة مؤشر دال على فشل المخططات السابقة والحالية، ومُنذِر بأزمة أكثر حدة في قادم الفترات؛ وما استحواذ الأقلية على الثروات إلا تعميق للأزمة المجتمعية وتكريس للهشاشة وتأسيس لمجتمع الفوارق الاجتماعية تعاني فيه الفئة العريضة من جحيم الأسعار والحرمان من جُلّ الخدمات الأساسية للعيش الكريم، في مقدمتها خدمات الصحة والتعليم. وموازاة مع ذلك تعرف الساحة الوطنية تراجعات خطيرةً في مجال الحقوق والحريات، حيث أضحت لغة القمع وتكميم الأفواه وتلفيق التهم آلية لمواجهة النضالات المشروعة لمختلف الفئات المناضلة، وقطاع التعليم لم يكن يوما، مستثنى من هذا الهجوم، بل أصبحت الشغيلة التعليمية أكثر استهدافا من أي وقت مضى، خصوصا الأساتذة والأستاذات وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد، إذ إنهم قد توالت عليهم الهجومات المسعورة، والتضييقات الممنهجة، والتعامل السادي من قبل وزارة التربية الوطنية، ولعل آخرها التوقيفات المؤقتة عن العمل وقرارات المجالس المسماة “تأديبية”، والفاقدة للشرعية القانونية في حق الأساتذة والأستاذات، جَرَاء تجسيدهم ن للخطوات النضالية للتنسيقية الوطنية، حيث توزّعت القرارات بين حفظ الملف، والإنذار، والتوقيف لمدة عشرة أيام وخمسة عشر يوما وثلاثين يوما، إضافة إلى الحكم الجائر في حق الأستاذ ” لحسن “هلال” عن مديرية أزيلال والمتمثل في التوقيف عن العمل إلي حين صدور الحكم النهائي من قبل المحكمة المختصة في ملفه مع مديرة إحدى المؤسسات التعليمية بالمديرية، الأمر الذي يُعد سابقة خطيرة في قطاع التعليم في ظل هذا الوضع المتأزّم، وتفاعلا مع هذه الهجومات المكثفة على التنسيقية الوطنية ومناضليها، عقد المجلس الوطني بالرباط أيام 14، 15 و 16 مارس 2023 أشغاله في جو متّسم بالجدية والمسؤولية، وبعد نقاش مستفيض حول مستجدات المعركة النضالية، خلص المجلس إلى ما يأتي:
تسطير برنامج إعلامي مكثف حول المعركة النضالية في شموليتها؛
عقد جموع عامة إقليمية باستمرار لمناقشة توصيات المجلس الوطني؛
هيكلة وتجديد المكاتب الإقليمية والجهوية، وعقد مجالس جهوية؛
تخليد فاتح ماي وذكرى استشهاد الشهيد عبد الله حجيلي -رحمه الله- (التفاصيل سيعلن عنها لاحقا)؛
الاستمرار في مقاطعة التأهيل المهني، وما يُسمى زورا بالكفاءة التربوية، وكل اللقاءات المرتبطة به؛
الاستمرار في مقاطعة الزيارات الصفية للسادة المفتشين والسيدات المفتشات؛
الاستمرار في مقاطعة منظومة مسار وكل ما يتعلق بها من عمليات.
إن التنسيقية الوطنية للأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد وهي ترصد تناسل الوضع المأساوي داخل قطاع التعليم، فإنها تحمّل كامل المسؤولية لوزارة التربية الوطنية فيما ستؤول إليه الأوضاع، وتعلن عما يأتي:
تحميلها المسؤولية للدولة في اغتيال الشهيد عبد الله حجيلي؛
تأكيدها على مواصلة النضال إلى حين تحقيق الإدماج الفعلي في أسلاك الوظيفة العمومية؛
استنكارها الشديد لكل الإجراءات التعسفية والعقوبات الزجرية التي صدرت في حق مناضلي ومناضلات التنسيقية الوطنية؛
تنديدها بكل أشكال القمع والإرهاب والاستهزاء والسب التي تعرض لها الأساتذة والأستاذات داخل ما يسمى ” المجالس التأديبية”؛
تضامنها المبدئي واللامشروط مع الأستاذ “لحسن هلال” على إثر العقوبة الظالمة التي صدرت في حقه؛
تنديدها بالقمع الذي تتعرض له نضالات التنسيقية الوطنية؛
تنديدها بالسرقات الموصوفة من أجور الأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد، ومطالبتها بإرجاعها كلها منذ تاريخ أول سرقة.
دعوتها كل الفاعلين داخل قطاع التعليم – إطارات نقابية، جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ إلى إعلان مواقفهم بصراحة تجاه كل ما يتعرض له الأساتذة والأستاذات وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد من انتهاكات وتهديدات؛
دعوتها كل السادة المفتشين والسيدات المفتشات إلى تفهم الخطوات النضالية المعلن عنها ، وتأكيدها على أن الأمر موجه أساسا لوزارة التربية الوطنية؛ بسبب استغلال هذه الزيارات لاجتياز ما يسمى بالتأهيل المهني وزورا وبهتانا بالكفاءة التربوية؛
دعوتها وزارة التربية الوطنية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين إلى سحب كل الإجراءات التعسفية والقرارات الزجرية من ملفات الأساتذة والأستاذات، انطلاقا من الاستفسارات والتنبيهات ووصولا إلى الإنذارات والتوقيفات؛
تضامنها المبدئي مع معتقلي الرأي، وكافة المعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم الأستاذ محمد جلول؛
تحاياها العالية لكل الأساتذة والأستاذات وأطر الدعم والمكاتب الإقليمية على التضامن الفعلي، وعلى عملهم الجبار مع الأساتذة/ات الموقوفين/ات، والذي خفّف نسبيا على المستوى المادي من معاناة الموقوفين/ات؛
دعوتها جميع الأساتذة والأستاذات وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد إلى الانخراط القوي في تجديد الهياكل التنظيمية، والبقاء على أهبة الاستعداد النضالي، ترقبا لأيّ مُستجد متعلق بالمعركة النضالية.
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.