الخميسات: لقاء تواصلي تحت شعار ” تدريس الأمازيغية ، الواقع والأفاق؟؟.. “

تحت شعار ” تدريس الأمازيغية ، الواقع والأفاق؟؟.. ” نظم المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم- التوجه الديمقراطي- وبتنسيق مع الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني لجهة الرباط سلا زمور زعير يوما دراسيا حول تدريس الأمازيغية يوم الأربعاء 04 / 6 / 2014 بثانوية موسى بن نصير التأهيلية بالخميسات .

وقد أطر هذا اليوم نخبة من الأساتذة المختصين والباحثين في هذا الميدان . وتركزت أشغاله حول محورين أساسين :

المحور الأول : حول إدماج الأمازيغية في مختلف المؤسسات ومناحي الحياة العامة، كانت المداخلات تتمحور حول ما يلي:

• المداخلة الأولى: تطرق ذ. بن الشيخ محمد الحبيب محام بهيئة الرباط وعضو المكتب التنفيذي للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة في مداخلته للسياقات السياسية والتاريخية التي أثرت بشكل مباشر في تطور القضية الأمازيغية بالمغرب منذ مشروع دستور 1908 مرورا بدستور1962 ، دستور 1996 ، خطاب أجدير، الميثاق الوطني للتربية والتكوين ، تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ،…إلى دستور 2011 . وقد ركز المتدخل بشكل خاص على الدور الذي لعبه المجتمع المدني وخاصة الجمعيات الأمازيغية الديمقراطية ، أولا في التعريف بالقضية الأمازيغية والدفاع عن اللغة والثقافة الأمازيغيتين باعتبارهما مكون أساسي من مكونات هوية الشعب المغربي وثانيا الضغط على الدولة المغربية من أجل الاعتراف الرسمي بهذا المكون.
• المداخلة الثانية: ركز الميلودي الكبير رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – فرع الخميسات – وعضو المكتب التنفيذي للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة في عرضه على أهمية المواثيق والآليات الدولية في الدفاع عن هوية الشعوب الأصلية، والاعتراف بتعدد اللغات والثقافات، وترسيخ مبدأ التعايش والتسامح بين الثقافات المتعددة. وفي هذا الإطار ذكر بعض الآليات الدولية منها: – الإعلان العالمي لحقوق الإنسان / – العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية / – إعلان اليونسكو في 2001 حول التنوع الثقافي واللغوي / – التعليق رقم 21 حول التعدد اللغوي والثقافي / – إعلان الأمم المتحدة للشعوب الأصلية2007 / -إحداث منصب الخبيرة المستقلة سنة 2009 لرفع التقارير عن الدول التي تعاني من هذه المشاكل / …

وقد أكد على أهمية اعتماد آلية التقارير المضادة التي يرفعها المجتمع المدني للخبيرة المستقلة.

• المداخلة الثالثة: عنون ذ.عبد العزيز بوفوذ موفد الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في هذا اليوم الدراسي، مؤطر تربوي ومنسق جهوي لتدريس الأمازيغية، مداخلته ب “قراءة في المرجعيات والتوجهات المؤطرة لإدماج الأمازيغية في المسارات الدراسية ” وقد خلص إلى أن إدماج الأمازيغية في النظام التعليمي والتربوي المغربي مسار طويل ومتعب تأثر بشكل مباشر بالتجاذبات السياسية والأيديولوجية خلال فترات وحقب تاريخية عديدة والتي أشارت لها المداخلة الأولى. ولمعرفة أين وصل مسار تدريس الأمازيغية لابد من الإجابة عن الأسئلة التالية :

– ما هي الخلفيات النظرية والقانونية لهذا المسار ؟ وما هو واقعه وآفاقه ؟

فقد أكد أن المرجعية النظرية والقانونية التي تؤطر هذا المسار متوفرة ومشجعة ( دستور 2011 ، خطابات رسمية ، مذكرات وزارية ، …) إلا أن واقع تدريس الأمازيغية لا زال متعثرا وبطيئا ، ولتقييم وتقويم هذا الواقع لا بد من الإجابة عن التساؤلات التالية : لماذا ندرس الأمازيغية ؟ ( إرادة سياسية أهداف اقتصادية تنموية …). ماذا ندرس في اللغة ؟ ( البرامج ، المقررات ، الثقافة )، متى ندرسها ( السن ، المستوى …) ، كيف ندرسها ( الطريقة والمقاربات الديداكتيكية ، المناهج ،…) فإذا قارنا بين الإجابات الموضوعية والدقيقة عن هذه الأسئلة والواقع بالإضافة إلى الموارد البشرية القليلة جدا فإننا يقول المتدخل لازلنا بعيدين كل البعد عن التدريس الحقيقي والعلمي للغة الأمازيغية .

المحور الثاني: : حول إدماج تدريس اللغة الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين، تعرضت المداخلتان بشكل مستفيض إلى واقع تدريس الأمازيغية بالفصول الدراسية كما استعرضت الحصيلة وتطرقت إلى الآفاق:

• المداخلة الأولى: أطر ذ.بادو عبد الله، مفتش التعليم الابتدائي، مداخلته بطرح إشكاليات كبرى حول مفهوم إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية .

– واقع إدماج الأمازيغية في المدرسة المغربية ؟ (تراجع مفهوم تدريس الأمازيغية كما ونوعا وانحباسه في الزمان والمكان / تناقض الخطاب الرسمي بين منطوق المرجعية القانونية والدستورية والواقع المعاش / غياب الإرادة السياسية لإصدار القوانين التنظيمية للفصل 5 من دستور2011/…)

– الاكراهات والصعوبات التي تحد من تدريسها ؟ ( البرامج والمناهج الدراسية / الزمن المدرسي / قلة الموارد البشرية / ضعف التكوين / غياب التخصص / تعدد المقاربات البيداغوجية / غياب الوسائل والتقنيات الحديثة…)

• المداخلة الثانية: ناقش ذ. بودريس بلعيد، أستاذ باحث في اللغة والثقافة الأمازيغيتين، خلالها عدة مفاهيم كاللغة، واللهجة، والحرف ولغة الأم، واللغة المعيارية، والقاموس اللغوي الأمازيغي، والمعجم، ومفهوم التقعيد،.وخلص إلى أن اللغة الأمازيغية كاللغات الأخرى لها معجمها ولها خصائص ومميزات اللغة الحية. وأننا في الظروف الحالية والراهنة نطمح إلى تدريس اللغة الأمازيغية بشكل علمي وتربوي.

وقد تخلل هذين المحورين نقاش مستفيض وتفاعل ايجابي بين الحضور والمتدخلين، حيث تم تشخيص وتحليل الواقع الملموس لتدريس الأمازيغية وإعطاء بدائل ومقترحات يمكن تجميعها في الخلاصات والتوصيات التالية :

الخلاصات

ايجابية الفصل الخامس من دستور 2011

تناقض وتراجع الخطاب الرسمي في هذا المجال

غياب الإرادة السياسية لتنزيل القوانين المنظمة للفصل الخامس .

إدماج الأمازيغية في مسالك المدرسة المغربية والحياة العامة لازال بعيد المنال، ويجب تكثيف الجهود كل من موقعه حتى تحقيق هذا الهدف والرقي باللغة والثقافة الأمازيغيتين إلى المستوى المطلوب .

التوصيات

• ملائمة القوانين الوطنية مع الشرعة الدولية لحقوق الإنسان.
• التصديق عل البروتوكول الاختياري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
• الإعمال الفوري لمضمون الدستور ( إصدار قانون تنظيمي لترسيم الأمازيغية.)
• صياغة خطة وطنية لإدماج اللغة والثقافة الأمازيغيتين في الحياة العامة.
• إعلام امازيغي منفتح وديمقراطي يلبي تطلعات الشعب المغربي .
• بلورة سياسة تربوية حقيقية لإدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية .
• الغاء المذكرة التي تنص على استبدال أسماء المؤسسات التعليمية بالأسماء العربية .
• توفير الموارد البشرية والمادية لتدريس الأمازيغية .
• الإسراع في توفير المراجع الديداكتيكية والمقررات الدراسية .
• الرفع من حيز الزمن المدرسي للغة الأمازيغية .
• عصرنة الأدوات والوسائل التعليمية لتدريس الأمازيغية .
• إدماج الأمازيغية في كل أسلاك النظام التربوي وتشجيع البحث العلمي .
• تحفيز الإبداع والفن الامازيغي في الوسط المدرسي .
• تعميم تدريس الأمازيغية عموديا وأفقيا .

الجامعة الوطنية للتعليم، جوت- التوجه الديمقراطي

المكتب الجهوي لجهة الرباط سلا زمور زعير

الخميسات يوم 04 يونيو 2014