رسالة مفتوحة ثانية بمناسبة مؤتمر الاتحاد المحلي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل بطنجة إلى كافة النقابيين والنقابيات والعمال والعاملات داخل الاتحاد المغربي للشغل

الاتحاد المغربي للشغل

التوجه الديمقراطي

اللجنة النقابية بطنجة

رسالة مفتوحة ثانية بمناسبة مؤتمر الاتحاد المحلي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل بطنجة

إلى كافة النقابيين و النقابيات و العمال و العاملات داخل الاتحاد المغربي للشغل

إننا نتوجه إليكم بصفتنا منخرطين في الاتحاد المغربي للشغل، و ندعم التوجه الديمقراطي الذي تبلور بشكل تدريجي في العديد من القطاعات و الجامعات و الاتحادات المحلية بصيغ أقل بروزا، حيث ضل الصراع مع البيروقراطية منخفض الحدة، إلى حدود طرد أعضاء الأمانة الوطنية (أمين و الغامري الإدريسي) و عضو اللجنة الادارية عبد السلام أديب، و تم حل الاتحاد الجهوي بالرباط و السيطرة على المقر النقابي بدعم باقي أعضاء الأمانة الوطنية و السلطة (مارس 2012).

على إثر هذه الأحداث تأجج الصراع بشكل مكشوف داخل القطاعات و الجامعات و الاتحادات المحلية، هكذا تبلور خط ديمقراطي منادي باحترام مقررات المنظمة و استقلاليتها عن الباطرونا و الدولة و قد تفجر ذلك بسبب الموقف من دستور 2011، لقد تبنى جزء من المناضلين موقفا مؤيدا قولا و فعلا للحراك الشعبي الذي تفجر عقب انطلاق حركة 20 فبراير، في حين لم تكلف القيادة المحلية على غرار الوطنية نفسها أي تحرك فعلي لدعم النضالات و توحيدها لتحقيق المطالب العمالية. أي علة وجود النقابة. ناهيك عن الانخراط إلى جانب الشعب في نضاله من أجل الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و الحرية.

لقد حاولنا طي صفحة “المحجوب” السوداء، التي
طُبعت بالطغيان البيروقراطي و التسلط و طرد المناضلين و التلاعب بالنضالات و الفساد المالي، من خلال عملنا على إنجاح المؤتمر الوطني العاشر (دجنبر 2010)، على أساس انطلاقة جديدة يتم من خلالها بناء اتحادات محلية و جامعات وطنية و قطاعات موازية على قاعدة الانتخاب و المحاسبة و ليس بالتعيين و الانزال، لكن مسعانا خاب و ظهر أن البيروقراطية مؤسسة قائمة لها مصالح مادية و تربطها أواصر قوية من التعاون مع الدولة و الباطرونا على حساب الحقوق العمالية الأساسية.

أيتها العاملات أيها العمال

إننا نتوجه لكم / لكن و الكثير منكم/منكن يُقبل على العمل النقابي المنظم (كقطاعات أو أفراد) في إطار الاتحاد المغربي للشغل منذ مدة ليست بالطويلة (عمال الميناء المتوسطي و عمال الرونو كمثال…..) لنضعكم في صورة ما ينتظركم، من تسلط بيروقراطي و من تلاعب. لا شك أنكم لمستم ذلك، فعندما تدخلون المقر النقابي، لا بد أنكم انتبهتم إلى أن المقر شبه مهجور لا أرشيف به و لا ذاكرة عمالية يحفظها. فكيف لنقابة عمرها أكثر من نصف قرن، في مدينة عمالية لا يكون مقرها نابضا بالحياة و مدرسة في النضال و التكوين و الاشعاع و معانقة قضايا الأجراء. أكيد أن بعضكم قام بمقارنة ما، بين نقابتنا و نقابة الاتحاد العام التونسي مثلا.

لقد شارك البعض منكم في الدعم المادي للعمال المطرودين من معمل “خوبيلصا”، وقد وصل إلى علمكم كيف تعامل مكتب الاتحاد المحي داخل المندوبية و بحضور السلطة، حيث تبرأ من المكتب النقابي المتشبث بحقوق العمال. قد تكونوا استغربتم و لكن هذه هي سياسة الاتحاد المحلي، المفاوضة ثم الاستسلام و تبرير الهزائم، و هو ما ينعكس على شعبية القيادة حيث لا ينصت أغلب العمال و العاملات لكلمتها من على منصة فاتح ماي.

أيها العاملات أيها العمال

ها هو مؤتمر الاتحاد المحلي ينعقد بعد مدة طويلة، فهل ستقدم لكم القيادة المحلية حصيلة عملها أدبيا و ماليا، هل ستجرد الايجابيات و السلبيات و هل ستضع أمامكم تقريرا ماليا يبرر كل المداخل و مصدرها و كل المصاريف و أوجه صرفها؟ لا نعتقد ذلك.

هل كانت ممارسة القيادة المحلية تنسجم و الدفاع عن مصالح الأجراء و الأجيرات في التقاعد و الضمان الاجتماعي و التغطية الصحية، علما أن العديد من الوحدات الانتاجية و الخدماتية لا تحترم حتى قوانين الشغل، فكم يا ترى من وقفات و من أنشطة نظمت من طرف الاتحاد المحلي بصفته يمثل كل القطاعات و كم من المهرجانات والحملات التضامنية التي أشرف عليها؟

هل زاد الاحساس بالانتماء للمركزية النقابية، أم أن كل قطاع في عزلته يسبح؟ ألا يعبر مستوى ما وصل إليه الاتحاد المحلي في العديد من القطاعات، عن مدى فشل القيادة الحالية و عدم أهليتها لقيادة المرحلة المقبلة؟

إن الحروب التي تخاض اليوم من أجل منصب الكاتب العام المحلي لا تعبر عن رغبة في خدمة الطبقة العاملة، فلا برامج و لا رؤى تتبارى على نيل ثقة العمال و العاملات.

كان بودنا أن تكون سمعة قادتنا النقابيين فوق كل شبهة، و أن تبقى مكانتهم محفوظة في الذاكرة العمالية، بدل أن يكتئب الانسان إذا صادفهم يوما في الطريق أو سمع أحدا يتحدث عنهم.

إننا كمناضلين ديمقراطيين لا ننزه أنفسنا عن أخطاء الممارسة النضالية، إننا نقبل النقد مهما كان مصدره و المحاسبة الرفاقية، لكن على أساس المبادئ المؤسسة للعمل النقابي التي تخدم مصلحة الطبقة العاملة وليس استخدامها ،من أجل التحرر من نير الاستغلال الرأسمالي المتوحش.

إننا لا مصلحة لنا مستقلة عن مصالح الطبقة العاملة و لا نهدف إطلاقا إلى الانشقاق و لا تمزيق وحدة المنظمة النقابية، إننا ندعوكم لكي تدافعوا باستماتة عن حق المنخرطات والمنخرطين في التقرير و التسيير و ألا تسكتوا عن سماسرة العمل النقابي، الذين تحولوا من أجراء إلى رأسماليين يملكون الشركات و الضيعات و السيارات الفارهة، (نموذجي المحجوب بن الصديق و نائبه محمد عبد الرزاق… و حاليا مخاريق و فاروق شهير و زبانيته….) مكانهم في نقابة الباطرونا و ليس في نقابة العمال.

أيها النقابيون الديمقراطيون و النقابيات الديمقراطيات

إننا لا نزعم أننا وحدنا من تهمنا مصلحة الطبقة العاملة، بل نعتقد أن الكثيرين يوجدون داخل هياكل النقابة الخاضعة لسطوة البيروقراطية الفاسدة، و تهمهم مصلحة الطبقة العاملة كما تهمنا، لكن يخنقهم التسلط البيروقراطي، لهذا ندعوكم جميعا إلى رفع صوتكم، فقد انفجر الصراع علانية، وأصبحت كل الأمور واضحة. إننا ندعوكم للتعبير كتابة عن أرائكم و نشرها وسط العمال و العاملات، و إلى الدفاع بشكل علاني عن استقلالية النقابة عن الباطرونا و السلطة، لكي يكون المنخرطين أسيادا داخل منظمتهم. ندعوكم، أيضا، إلى رفع راية العمل النقابي النقية التي من شأنها لف الأجيرات و الأجراء و إعادة الثقة لهم بجدوى العمل النقابي و النضال. فلا تفوتوا الفرصة، لأن الشرط الأساسي لمواجهة الهجوم الوحشي لهذا النظام الاستغلالي على مكتسبات الطبقة العاملة يكمن في بناء أجهزة نقابية قوية على أساس احترام الديمقراطية الداخلية والقطع مع كل أذناب الكتلة البيروقراطية والدفاع عن استقلالية القرار النقابي. لن يتأتى ذلك إلا إذا وعى الجميع ضرورة التصدي للبيروقراطية، بما هي شريحة ذات مصالح متعارضة مع مصالح العمال.

إننا نوجه لكم هذه الرسالة الثانية في خضم الحرب الطاحنة بين أجنحة البيروقراطية للفوز بالجهاز النقابي المحلي لندعوكم إلى استخلاص الدروس من المعركة الطويلة ضد الفساد و البيروقراطية داخل الاتحاد المغربي للشغل، و الحركة النقابية المغربية عموما، التي خاضها المئات من المناضلين النقابيين، من الشهيد عمر بن جلون إلى الرفيق عبد الحميد أمين، و ندعوكم لعدم الإذعان للأصوات التواقة إلى تكريس الفساد كوجهة نظر و ممارسة داخل الاتحاد ينبغي التعايش معها.

مع تحياتنا الودية الصادقة لكافة المناضلين/ات الشرفاء المشاركين في المؤتمر

عاشت الشبيبة العاملة المغربية،

عاش الإتحاد المغربي للشغل

عاشت الطبقة العاملة سيدة نفسها وطليعة للكفاح الشعبي.

عاشت الشعب المغربي

 

اللجنة النقابية – التوجه الديمقراطي

طنجة في: 29 نونبر 2013

التعليقات مغلقة.