تقرير حول الدورة التكوينية الأولى التي نظمها المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم بتازة أيام 24 و25 و26 ماي 2013 تحت شعار: تنظيم، تكوين، نضالات في خدمة نساء ورجال التعليم والمدرسة العمومية

تقرير حول الدورة التكوينية التي نظمها المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم بتازة أيام 24 – 25 – 26 ماي 2013 تحت شعار: تنظيم.. تكوين.. نضالات في خدمة نساء ورجال التعليم والمدرسة العمومية
في إطار التوسع التنظيمي للجامعة الوطنية للتعليم الصف الديمقراطي , وبغية  إرساء وتقوية أسس التنظيم النقابي المكافح , ولترسيخ ثقافة التواصل بين مناضلي ومناضلات الجامعة الوطنية للتعليم نظم المكتب الوطني للجامعة دورة تكوينية لفائدة مناضلي ومناضلات الجامعة لجهتي  تازة الحسيمة تاونات جرسيف وفاس بولمان  أيام 24 – 25 – 26 ماي بمدينة تازة تحت إشراف الكاتب الوطني للجامعة الرفيق عبد الرزاق الإدريسي .
وبعد دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح المناضل عبد المومن الشباري، تم افتتاح الدورة التكوينية بقاعة ميموزا بندوة فكرية تحت عنوان:” السياسة التعليمية بين رهانات الدولة ومطالب المجتمع” من تأطير الكاتب العام الوطني للجامعة الرفيق  عبد الرزاق الإدريسي والأستاذ الباحث في علوم التربية الدكتور الحسن اللحية اللذين أكدا على أهمية اللقاءات التكوينية التي تأتي كضرورة مطلبية  أساسية  للمناضل النقابي من أجل توسيع وتعميق النقاش حول ما يطبع السياسة التعليمية   وواقع المدرسة العمومية والأفاق المستقبلية .
وقد تطرق الأستاذ الباحث الى المقاربات  التي دشنتها الدولة منذ الاستقلال السياسي بخصوص المسألة التعليمية مؤكدا أنها  بقيت عبارة عن نظريات  حبيسة دائرة مغلقة   أدخلت المدرسة العمومية في دائرة المشاريع الإصلاحية التي تحتاج إلى إصلاحات أخرى مسجلا غياب انخراط فعلي للأحزاب السياسية والنقابات في صياغة مشروع وطني لإصلاح التعليم وبناء مستقبل جديد.
ففي نظره  تضل هذه المشاريع مجرد  خرجات اعلامية,  حيث يتحدث الجميع عن المنتديات من دون ملامسة الاصلاح في عمقه وجوهره
وعزى  الباحث  فشل الاصلاحات الى غياب ارادة حقيقية لدى المسؤولين , والانسياق المطلق وراء قرارات الدوائر المالية العالمية التي أصبحت الموجه الأساسي والوحيد في الدول التابعة لها حيث ترى  هذه الدوائر كمنظمة التجارة العالمية – أن التعليم بات  سوقا كبيرا ومربحا ينبغي تشجيع  الاستثمار فيه  مما دفع الدولة الى التفكير في خوصصة القطاع ومن ثم ضرب التعليم العمومي في  مجانيته  طالبا من النقابات والأحزاب تحمل مسؤوليتها فيما يجري على ساحة التعليم   .
ولم يفت الدكتور الحسن أن يتطرق الى الميثاق الوطني والى البرنامج الاستعجالي الذي اعتبره  مسرحية تم اخراجها في غياب شراكة حقيقية للأحزاب والنقابات التي بقي دورها  في مناقشة  للمسألة التعليمية لصيقا بالظواهر متجاوزة النقاش حول جوهر القضية ودعا  الى ضرورة النظر الى المستقبل وربط كل ميثاق جديد ببناء الدولة الوطنية وبمستقبل الانسان
وبدوره أكد الكاتب العام الوطني للجامعة الأزمة الخطيرة التي يعيشها نظامنا التعليمي باعتبارها أزمة بنيوية لا تنفصل عن الوضع العام للبلاد مشيرا الى أن جزء مهما من هذه الأزمة يرجع في أساسه الى هيمنة الدولة على تدبير القطاع وقمع كل القوى الحية للبلاد من قطاع تلاميذي وطلابي وأحزاب ونقابات .
وذهب الرفيق عبد الرزاق الادريسي الى أن الوضع التعليمي في المغرب بات مقلقا وهو نتاج طبيعي وحتمي لغياب الديمقراطية كشرط أساسي  قادر على احتضان نقاش وطني حقيقي حول المسألة التعليمية مؤكدا على ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة والكشف عن الأسباب التي تقف وراء فشل كل المشاريع وهدر المال العام .
 وفي اليوم الثاني من الدورة التكوينية تم التطرق  إلى ثلاث محاور :
1 – العمل النقابي، المبادئ والأهداف: محمد أوقري عضو المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم بجهة تازة الحسيمة تاونات جرسيف .
2-  المفاوضة الجماعية وتقنيات التفاوض: للمناضل عبد الله الفناطسة – الرباط
3-  اللجان الثنائية: المناضل سعيد خير الله – الرباط
4- وورشة حول آليات التواصل من تنشيط المناضلة عتيقة الضعيف عضوة الجامعة الوطنية للتعليم – تيفلت
وقد أكدت  المداخلات  أن الدولة ومن خلال استراتيجيتها لضرب القطاع عملت على تقزيم دور النقابات في بلورة سياسة تعليمية واضحة تعيد الاعتبار للمؤسسة العمومية ودورها في تنمية المجتمع ودلك من خلال ما تضمنته بعض بنود دستور2011 كالمادة الثامنة التي اعتبرت النقابات مجرد أدوات للدفاع عن المصالح المادية والاجتماعية للفئات التي تمثلها وهو الشيء الدي يقلل من كل مشاركة لهده النقابات في بناء المشروع المجتمعي البديل  ويساهم في ابعاد  الطبقة العاملة المغربية عن نضالات الحركات الجماهيرية  ضد لهيب الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتأزم ولأجل مجتمع الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وعلى رأسها حركة 20 فبراير
وقد خصصت صبيحة اليوم  الثالث لتقييم أشغال الدورة حيث أكد المتدخلون نجاحها بالنظر الى الحضور الذي فاق المئة مشارك ومشاركة وكذا طبيعة المواقف والقضايا التي طرحت للتداول والنقاش في جو ديمقراطي رفاقي كما اعتبر المشاركون أن قوة النقابة تكمن في تشبتها بمبادئها الأساسية المتمثلة في الديمقراطية والاستقلالية والجماهيرية والتقدمية والوحدة النقابية والتضامن  وربط نضالاتها  بالأهداف الأستراتيجية التي تربط الشأن التعليمي بالوضع  العام .
 كما ألح المشاركون الدين تجاوز عددهم المئة أن هذه التكوينات ينبغي أن تستمر على المستويات المحلية والجهوية لتقريب المسافة وتوضيح الرؤى وبناء الأداة النقابية القادرة على توحيد نضالات الطبقة العاملة في أفق خلق جبهة موحدة قصد التصدي لمسلسل التراجعات الخطيرة التي باشرتها الحكومة بمباركة بعض التنظيمات السياسية والنقابية المستفيدة من الأوضاع .

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.