الإدريسي: لا لتحميل مسؤولية ما آلت إليه المدرسة المغربية من انحطاط إلى التلاميذ وأوليائهم ونساء ورجال التعليم..

abderrazzak-drissi-rabat-fne

الإدريسي: لا لتحميل مسؤولية ما آلت إليه المدرسة المغربية من انحطاط إلى التلاميذ وأوليائهم ونساء ورجال التعليم..

أجوبة عبد الرزاق الإدريسي الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم عن أسئلة نعمان اليعلاوي الصحافي بجريدة الأخبار، 4 يوليوز 2014

– كيف يمكن للنجاح بنقط منخفضة أن يؤثر على مستوى التلاميذ؟

في الحالة العادية للعملية التعليمية التعلمية النجاح بنقط “غير كافية” لا تسمح للتلميذ متابعة الدراسة بشكل طبيعي وبدون مشاكل وعوائق فالتلميذ دون المستوى ودون الحد الأدنى المطلوب في مستوى مدرسي معين للتراكم المعرفي والإدراكي الكميين والنوعيين يجد صعوبة في متابعة دراسته خصوصا مع غياب الشروط الأدنى للدراسة، والمشكل ليس فقط بالنسبة للتلميذ المعني لذاته بل المشكل يمكن أن يُطرح بالنسبة للقسم بكامله وحتى بالنسبة للمتوفقين من التلاميذ، فالتلميذ أو التلاميذ دون المستوى المطلوب غالبا ما يدفعون مستوى القسم نحو الأسفل ونحو التراجع وليس نحو الأعلى والتقدم والجودة في التحصيل الدراسي، أي أنه بشكل عام نجاح التلميذ إلى مستوى أعلى دون أن يتوفر فيه المستوى الدراسي المطلوب يؤثر سلبا على مستواه وحياته الدراسية ويؤثر كذلك سلبا على التلاميذ في نفس القسم حتى وإن كانوا في المستوى الحد الأدنى المطلوب..

– لكن، من المسؤول على منح التلاميذ النجاح رغم نقطهم الضعيفة؟

المسؤول بالطبع هو منظومة التربية والتكوين وعلى رأسهم مدبروا الشأن التعليمي، فعندما تكون السياسات المتبعة ومن بينها في مجال التعليم مبنية أساسا على تحسين المرتبة المتدنية في سلم التنمية البشرية وعلى التمويه والتغليط بتحسين المؤشرات الإقتصادية والسوسيو – اجتماعية دون جدوى لأن الأمر لا يعدو أن تبقى الدولة في مؤخرات الترتيب الدولي في شتى المجالات وعلى رأسها مجال التربية والتعليم والكتابة والقراءة والتمدرس ومحاربة الأمية والهدر المدرسي.. فللحصول على نسبة منخفضة للهدر المدرسي ببلدنا الدولة عوض أن توفر الشروط اللازمة والضرورية لاستمرار التلميذ في المدرسة تدفع في اتجاه أن يبقى التلميذ في المدرسة حتى وإن دعت “الضرورة” إلى إنجاحه بمعدل 3 على 20 وبالتالي دون أن يُجيد ما يجب أن يُجيدَه من تعلمات وتراكمات معرفية ومسلكية.. وعملية إنجاح التلاميذ بمعدلات من هذا القبيل ليست معطى جديدا بل هي سياسة متبعة في مدرستنا العمومية منذ عشرات السنين: سياسة التقليص من مؤشر الهدر والتسرب المدرسي déperditions scolaires بإبقاء التلميذ أكبر ما يمكن من السنوات في المدرسة ولا يهم مستوى ونوع وجودة هذه المدرسة.. ويصبح عندنا التلميذ الذي قضى 8 سنوات في المدرسة وكأنه قضى فيها فقط سنتين بالنظر إلى مستواه في القراءة والكتابة.. وعندما يغادر المدرسة سرعان ما يلتحق ويعزز صفوف الأمية..

– هل يمكن لامتحان موحد أن يكون الحل أمام نجاح التلاميذ دون المستوى؟

الحل في نظري هو أن تتوفر الإرادات السياسية الفعلية وتُوفر الدولة للبنات والأولاد حق التمدرس والتعلم في البادية كما في المدينة وفي المناطق والأحياء المهمشة والمفقرة والغير المنتفعة.. منذ التعليم الأولي إلى التعليم العالي، وأن نجعل حدا للسياسات المتبعة التي أوصلت مدرستنا إلى الحضيض وإلى أسفل السافلين.. وأن نجعل حدا لسياسات التجهيل و”التكليخ”.. وان نجعل حدا كذلك لتحميل مسؤولية ما آلت إليه المدرسة المغربية من انحدار وانحطاط إلى التلاميذ وأوليائهم ونساء ورجال التعليم..

التعليقات مغلقة.