رسالة مفتوحة من الفرع الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم إلى مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة، 30 يوليوز 2012

Union Marocaine du Travail

Fédération nationale de l’enseignement

Bureau régional Sous Massa Draa

الاتحاد المغربي للشغل

الجامعة الوطنية للتعليم

المكتب الجهوي ـ سوس ماسة درعة

347، شارع المغرب العربي – حي مولاي عمر – أيت ملول

[email protected]

رسالة مفتوحة من الفرع الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم إلى مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة، 30 يوليوز 2012

تحية واحتراما،

وبعد،

 السيد المدير، إن سعيكم الدؤوب إلى إقصاء الجامعة الوطنية للتعليم من أداء دورها كشريك وازن ورقم أساسي في المعادلة الاجتماعية بالجهة، بمبررات لا تستند لا إلى المنطق ولا إلى القانون، يعد عملا لا يليق بمسؤول أوكل إليه أمر تدبير قطاع حيوي يعج بالعديد من الاختلالات، وتعلق عليه شرائح واسعة من المجتمع آمالا وانتظارات كبيرة، كما يعتبر انحيازا سافرا لطرف لا تجدون حرجا في التماهي معه داخل اللجنة الجهوية بهدف حشد إجماع زائف، كنهه تبادل المصالح وغايته تمرير قرارات مجحفة في حق قطاع التعليم والمنتسبين إليه بالجهة.

ففي الوقت الذي يفرض فيه موقعكم كمسؤول جهوي أول عن التربية والتكوين إقرار مقاربة تشاركية حقيقية منفتحة على جميع الشركاء، والنأي بقطاع التعليم عن منطق الاصطفافات الضيق الأفق والمصالح، نجدكم – على العكس من ذلك – تنصبون نفسكم طرفا في مختلف التجاذبات التي تعتمل داخل هذا المرفق العمومي، مما ينذر بالزج مجددا بالقطاع نحو المجهول.

 السيد المدير، يعلم الرأي العام التعليمي وغير التعليمي بالجهة أن نقطة انطلاق الاحتقان الذي تعرفه الجهة منذ سنوات هو الحركة الانتقالية المحلية لأكادير سنة 2009، والتي وقفت الوزارة على خروقاتها فقررت إلغاءها، والتي كانت بالمناسبة تحت الإشراف التقني لسلفكم، وبتوجيه من مصلحة الموارد البشرية بالأكاديمية، بعد فشل أسلوب التدخل المباشر الذي ميز الحركة الانتقالية بأكادير برسم 2007، وذلك في محاولة يائسة لتأبيد نساء ورجال التعليم بالمناطق الجبلية، انتقاما منهم لاقتناعهم بالجامعة الوطنية للتعليم كإطار يدافع عن الشغيلة التعليمية ولا يستعملها للضغط والابتزاز، هذا في الوقت الذي تلتحق فيه كل سنة أعداد وفيرة من نساء ورجال التعليم بالمدار الحضري لأكادير تحت مسمى الحالات الاجتماعية، الحالات الصحية، المكتبات، الأعمال الاجتماعية…إرضاء للزبائن والمقربين.

السيد المدير، إن الخطوة التي تلت محاولتكم مصادرة حقنا في تتبع قضايا القطاع بالجهة، هي إقدامكم على تهريب الحالات الاجتماعية الثلاثة عشرة (13) الواردة على نيابة أكادير إلى نيابة انزكان خارج كل الضوابط والأعراف، وذلك إمعانا في معاقبة تنسيقية العالم القروي لأكادير المنضوية ضمن الجامعة الوطنية للتعليم، غير أنكم بهذا الفعل الشنيع تزجون بالجهة في متاهات غير محمودة العواقب.

ونذكركم بأن الجامعة الوطنية للتعليم وتنسيقية العالم القروي أبانتا عن روح إيجابية لحل مشكل الحركات المحلية لأكادير باقتراح حل ديمقراطي وشفاف يحافظ على حق المتعلم في التمدرس، ويضمن حق المدرس في الانتقال، ويؤسس لحكامة جيدة في تدبير الموارد البشرية بالإقليم، ويقطع مع أسلوب الزبونية والمحسوبية وافتعال الأزمات وإغراق الوسط الحضري بالفائض لتوفير التربة الخصبة لشراء الذمم. ولكنكم، ورغبة منكم في تأبيد الوضع الشاذ لهذه النيابة، وحرصا منكم على استمرارها كحديقة خلفية للأكاديمية، في انحياز مكشوف لأجندات سياسية تسعون إلى تقمص لونها حفاظا على دفء وإغراءات الكرسي، وبحثا منكم على توسيع سلطاتكم التقديرية، في حنين إلى استعادة الإدارة لجبروت بائد مستمد من عقلية سنوات الرصاص، ارتأيتم أن تستخفوا بمصلحة المدرسين والمتمدرسين على السواء، لذا لا نستغرب في الجامعة الوطنية للتعليم إصراركم على التنفيذ الحرفي للحركة الانتقالية الملغاة رغم المحضر الوزاري الموقع في الموضوع والاتفاق الذي صدر عن لجنة فض النزاعات التي تضم ممثلي الوزارة وممثلي النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية المنعقدة بتاريخ 18 فبراير 2012 الذي يقر بإلغاء نتائج الحركة ويحثكم على إصدار مذكرة للطعون في الحركة الملغاة.

إن مناضلات ومناضلي الجامعة الوطنية للتعليم متشبثون بتنفيذ إلغاء الحركة الانتقالية المحلية لأكادير، وسيواجهون أية صفقة تحاول النيل من حقوق شغيلة العالم القروي، وسيقفون سدا منيعا في مواجهة كافة المخططات الانتقامية التي تستهدف توقيف مد الجامعة الوطنية للتعليم، وستقاوم كل حرب بالوكالة تخوضونها متخذين من تداعيات الوضع التنظيمي للجامعة وطنيا فرصة لا تعوض لتنفيذ مخططكم الرامي إلى إقصاء المكتب الجهوي، الممثل الشرعي للجامعة الوطنية للتعليم بجهة سوس ماسة والمجسد للامتداد التنظيمي للمكاتب المحلية والإقليمية والبالغ عددها واحدا وثلاثين مكتبا نقابيا محليا وإقليميا علاوة على العديد من التنظيمات الفئوية.

السيد المدير،إن تعيينكم بهذه الجهة، جاء في سياق الاحتقان وما تلاه من افتحاص وقرارات تحت شعار مواجهة الأعطاب والمعضلات وتعبئة كافة الطاقات والإمكانيات من أجل فعل تربوي يجسد الشعارات التي رفعتها الوزارة حول الإصلاح،، غير أنكم انشغلتم عن ذلك باصطناع التوترات واختلاق الصراعات الهامشية، وظلت مؤشرات تدبيركم موسومة بانتفاء الهاجس التربوي البيداغوجي، وتغييب أدوار مختلف الفاعلين بالجهة، سجينة المعطيات الرقمية المصطنعة، همها الوحيد تلميع صورتكم لدى الرأي العام التعليمي، بعيدة كل البعد عن ملامسة الإشكالات الحقيقية التي يعج بها القطاع في جهة ممتدة جغرافيا على واقع تعليمي تطبعه التناقضات الحادة والمفارقات العميقة. وإلا، فبماذا تفسرون استماتتكم في إقصاء صوت الجامعة الوطنية للتعليم سوى أن هذا الصوت يزعجكم بمجاهرته بالحقائق وعدم استكانته لمنطق التوافقات والتحالفات المشبوهة والترفع عن الدسائس ورفض كل إجماع على ضرب مصالح نساء ورجال التعليم بدعوى الشراكة.

 إن الجامعة الوطنية للتعليم نأت بنفسها عن دعم أي طرف إداري ضد آخر وواجهت بشراسة واستماتة كافة الدسائس والمناورات وستستمر على نفس النهج. وما اتهامكم لنا بدعم طرف إداري إلا تعبير عن قصر نظرتكم وفشلكم في مواجهة نظرتنا لتدبير القطاع جهويا والمبنية على سيادة مبادئ الاستحقاق وتكافؤ الفرص والنزاهة والشفافية.

السيد مدير الأكاديمية لسنا طفيليين! وقرارنا مستقل

 نحن ممثلون شرعيون للآلاف من العاملين بقطاع التعليم بجهة سوس ماسة درعة، شرعيون بنضاليتنا واستماتتنا في الدفاع عن قضايا الشغيلة التعليمية وبقوتنا الاقتراحية والتنظيمية واستعدادنا الدائم إلى التواجد في كل المحطات التي تتطلب الجرأة في الموقف والشجاعة في الانتصار للحق. شرعيون بمناضلينا الذين قاوموا بعزة وأنفة وتضحيات جسيمة كل المؤامرات والدسائس ومحاولات الاجتثاث التي سعت، وتسعى إلى النيل من عزمنا على الاستمرار والتقدم.

إن الجامعة الوطنية للتعليم تحملكم تداعيات ما سينجم عن إصراركم على المضي في ما تخططون له، وتحذركم من مغبة تركيز تدبيركم على ردود الأفعال والمشاحنات التي أثبتت التجارب أنها لن تنال من عزيمتنا، ولن تعمل سوى على صب المزيد من العراقيل أمام قطاع يعاني في الأصل أزمة بنيوية خانقة، مما يضيع على عشرات الآلاف التلاميذ فرص التمدرس في شروط ملائمة ويعمق الإحساس بالحيف واللاتكافؤ لدى آلا لاف الأستاذات والأساتذة.

أكادير في 30 يوليوز 2012

 الكاتب العام الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم

 مولود محبوب

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.