تنسيقية المغرب للمسيرة العالمية للنساء تخلد اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء تحت شعار “مناهضة العنف ضد النساء معركة من أجل الانسانية والقضاء عليه انتصار لها”

تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بالمغرب

بيان بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة (25 نونبر 2021)

تنسيقية المغرب للمسيرة العالمية للنساء تخلد اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء تحت شعار “مناهضة العنف ضد النساء معركة من أجل الانسانية والقضاء عليه انتصار لها”
*
تحيي تنسيقية المغرب للمسيرة العالمية للنساء، إلى جانب الحركة النسائية والحقوقية والديمقراطية العالمية، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء، من أجل تجديد إدانتها الصارخة لمختلف أصناف العنف التي تتعرض له النساء في العالم، وللتعبير عن تضامنها مع جميع ضحاياه، وتأكيد استمرارها في النضال ضد هذا العنف الذي يعد جريمة تبقى في معظمها دون عقاب.

وتؤكد التنسيقية أن العنف المبني على النوع الاجتماعي هو الوسيلة التي يستعملها النظام الاجتماعي الذكوري للسيطرة على النساء والتحكم فيهن وفي أجسادهن، باعتبار أن النظام الرأسمالي يحمي الذكورية ويغديها ويستخدمها لفرض انصياع النساء لخدمة مصالحه وتأبيد خضوعهن داخل الأسر للأدوار التي تجعل منهن آلية لإعادة إنتاج قوة العمل التي يحتاجها بأقل تكلفة.
لهذا تعتبر التنسيقية أن مناهضة العنف ضد النساء هي معركة من أجل مستقبل أفضل للإنسانية، وأن عالما دون عنف يمارس ضد نصف البشرية هو انتصار لكل البشرية، لهذا قررت تخليد هذا اليوم تحت شعار: ” مناهضة العنف ضد النساء معركة من أجل الانسانية والقضاء عليه انتصار لها”.
ويأتي هذا اليوم الأممي للقضاء على العنف ضد النساء هذه السنة في ظرفية عالمية تتميز بتردي أوضاع النساء على مختلف المستويات بسبب اشتداد السياسات النيولبرالية المدمرة للإنسان والطبيعة، والمكرسة للعنف ضد النساء بسبب أثار الحصار والعقوبات الاقتصادية والحروب العدوانية الامبريالية عليهن. ولازالت نسب العنف المبني على النوع الاجتماعي تعرف ارتفاعا مهولا حيث تتعرض له امرأة من كل ثلاث نساء في العالم. وهو رقم يجعل منه اليوم أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا واستمرارًا وضررا في العالم. كما أنه لا يزال أقل الجرائم التي يتم التبليغ عنها بسبب الإفلات من العقاب الممنهج لمرتكبيه، والوصم الذي تتعرض له الضحايا، والشعور بالعار الذي يحيط بهن.

وفي المنطقة العربية والمغاربية، ينضاف عنف الاحتلال والأبرتايد الصهيوني والاستبداد وفساد الأنظمة السائدة إلى أصناف العنف المبني على النوع الاجتماعي الذي تتعرض له النساء، حيث تشكل النساء العدد الأكبر من بين ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة بالمنطقة. ويشكلن أغلبية النازحين هربا من تلك الأوضاع، كما يعتبرن هدفا مستمرا للجماعات الدينية المتطرفة، والأنظمة التي تستغل الدين لتبرير التمييز والعنف ضد المرأة.

وفي المغرب، تكشف الأرقام الرسمية عن هول العنف الذي تعاني منه النساء. إذ تتعرض له أكثر من 54% منهن حسب آخر بحث للمندوبية السامية للتخطيط. وحقيقة العنف المبني على النوع أفظع مما كشف عنه هذا البحث، لأن هذا الأخير لم يأخذ بعين الاعتبار عنف الاستغلال المكثف لليد العاملة النسائية في ظروف أشبه بالاستعباد، مثل الفاجعة المؤلمة بمعمل طنجة التي ذهبت ضحيتها 20 عاملة و8 عمال هذه السنة، وعشرات حوادث السير التي تسقط ضحيتها العاملات الزراعيات بسبب نقلهن في ظروف أشبه بنقل القطيع وأقل منه أمنا؛ كما لم يأخذ بعين الاعتبار واقع تشغيل القاصرات في البيوت وخارجها، و كذلك حرمان النساء من حقهن في الصحة الإنجابية والجنسية أمام انهيار المنظومة الصحية مما جعل العديد من النساء يلدن أمام المستشفيات الموصدة أمامهن، ولم يهتم بعنف القوانين التي لازالت تشرعن تزويج الطفلات الصغيرات، كما تشرعن التمييز في الإرث ضد النساء، وتميز ضدهن في الأهلية على الأطفال وفي حقوق الزواج والطلاق وغيرها من أصناف العنف المتضمنة في القوانين المنظمة للعلاقات الأسرية.

وخلال الجائحة، كما هو الحال في العديد من بقاع العالم، تزايد العنف المسلط على النساء في المغرب. وفقدت العديد من العاملات الشغل بسبب تمركزهن في القطاع غير المنظم الذي مسته الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الجائحة بشكل كبير. وفي نفس الوقت تضاعفت المهام المنزلية التي تقوم بها النساء دون مقابل في إطار التقسيم الجنسي للعمل ما بين الإنتاج وإعادة الإنتاج، مما زاد من تردي أوضاعهن وتعميق هشاشتهن.

إن تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بالمغرب، وهي تدين بشاعة العنف المبني على النوع الاجتماعي الذي يخلف عشرات الألاف من الوفيات وسط النساء، وأعدادا أكبر من المعطوبات، ويتسبب في مآسي لا حصر لها، خاصة ما تحمله الناجيات منه في دواخلهن من آثار مدمرة لنفسيتهن طول حياتهن، فإنها :

  • تضم صوتها لأصوات كل الحركات النسوية في العالم لإدانة السياسات والإيديولوجيات المنتجة للعنف ضد النساء والتي تشرعنه وتعمل على تبريره والتغطية عليه، وكل الأنظمة التي تحمي مرتكبيه وتضمن إفلاتهم من العقاب.
  • تجدد تضامنها التام مع كل النساء ضحايا العنف المؤسساتي والمجتمعي والأسري وغيره من أصناف العنف بمختلف تجلياته، من عنف جسدي ونفسي وجنسي، سواء منه المادي أو المعنوي، بما فيه التحرشات الجنسية في مختلف الأماكن، وفي مقدمتها أماكن العمل، التي يشكل فيها التحرش الجنسي، إضافة إلى وقعه الفظيع على الصحة النفسية والجسدية للضحايا، سببا في انتهاك مختلف حقوقهن الشغلية ويتسبب في فقدان العديد منهن للشغل بكامله.
  • تحيي عاليا نضالات كل نساء العالم اللواتي يكافحن ضد أنظمة القهر التي تنتج العنف المبني على النوع الاجتماعي، بتواجدن في مقدمة العديد من الجبهات ــ ليس من أجل حقوقهن فقط ــ بل من أجل عالم دون استغلال ودون تمييز الذي سيضمن لهن حياة كريمة دون عنف، حيث تتقدمن النضالات ضد اليمين المتطرف الذي تزايدت خطورته في العديد من البلدان، وضد التسلح والحروب والسياسات الإمبريالية المنتهكة لحقوق الشعوب، وضد العنصرية والسياسات الأمنية العنيفة، وضد السياسات الرأسمالية المتوحشة والمهددة لمستقبل البشرية، وغيرها من النضالات المصيرية للشعوب.
  • تعبر عن تضامنها المبدئي مع النساء الفلسطينيات وتساند نضالهن المستميت كجزء من نضال الشعب الفلسطيني ضد عنف الاحتلال، ومن أجل بناء دولته المستقلة على كامل ترابها وعاصمتها القدس، وتدين العنف الهمجي الذي تمارسه الصهيونية على الاسيرات منهن بشكل خاص، وتجدد مطالبتها بإطلاق سراح كافة الأسرى والأسيرات في مقدمتهم الأسيرة ختام سعافين العضوة السابقة باللجنة الدولية للمسيرة العالمية للنساء.
  • تعلن استمرارها في النضال ــ كجزء من حركة المسيرة العالمية للنساء ــ وفي إطار ميثاق النساء العالمي من أجل الإنسانية الذي وضعته، والذي يرفض اعتماد أي تقاليد أو عادات او دين أو إديولوجيا أو نظام اقتصادي وسياسي لتبرير معاملة دونية لأي كان، أو إباحة المس بالكرامة او السلامة البدنية او النفسية تجاه أي كان، ويعتبر أن من حق كافة البشر أن يعيشوا أحرارا من كل عنف، إذ لا يمكن استعباد أي كان ولا إرغامه على الزواج، او إخضاعه لعمل قسري، او المتاجرة به او استغلاله جنسيا؛ وتؤكد أنه لن يتم ذلك إلا بمواصلة النضال تحت شعار المسيرة العالمية للنساء ” نناضل لنحيا ونسير من أجل التغيير” لذا ستواصل السير إلى أن تتحرر كل النساء.

تنسيقية المسيرة العالمية للنساء بالمغرب
الرباط، في 25 نونبر 2021

التعليقات مغلقة.