طاطا: الجامعة الوطنية للتعليم FNE بطاطا ترفض المنطق الإجباري لعملية التعليم عن بعد بصيغتها النخبوية الحالية.

طاطا، في: 23/04/2020.

رسالة مفتوحة إلى السيد المدير الإقليمي للتربية والتكوين بطاطا.

الموضوع: رفض المنطق الإجباري لعملية التعليم عن بعد بصيغتها النخبوية الحالية، والمطالبة بدمقرطتها وإتاحة الفرصة لجميع التلاميذ-ات من الاستفادة منها عبر توفير اللوحات الإلكترونية والحواسيب والهواتف الذكية والأنترنت.
تحية طيبة، وبعذ؛
يتابع المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي (FNE-TD)، وبقلق شديد، سير عملية التعليم عن بعد على المستوى الإقليمي (على غرار ما هو قائم وطنيا) وما أفرزته من تناقضات صارخة ما بين المقاربة الإحصائية المغلوطة التي تعتمدها المديرية الإقليمية، والواقع الفعلي المكرس لإقصاء قاعدة واسعة من تلاميذت-ات الإقليم كنتيجة مباشرة للهشاشة والتفقير الذي ترزح تحت وطأتها الأسر.
ولما كان واجبا على المديرية الإقليمية العمل على توفير معقد افتراضي لكل تلميذ-ة ضمانا للتحقيق الفعلي لمبادئ الإنصاف والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وذلك بتوفير المستلزمات الإلكترونية (اللوحات الإلكترونية، الحواسيب، الهواتف الذكية، الأنترنت،…) الكفيلة بولوج جميع التلاميذ-ات لخدمات هذه العملية بغض النظر عن الوضع الاجتماعي لأسرهم، فإننا سجلنا -عوضا عن ذلك، اعتماد المديرية الإقليمية مقاربة إحصائية مغلوطة بله شكلية لا تعكس حقيقة الهشاشة الاجتماعية التي حالت دون انخراط أغلب تلاميذ-ات إقليمنا المهمش من الدروس عن بعد.
وإذا كان الانخراط الطوعي للأساتذة-ات في بداية هذه العملية، تعبيرا منهم عن حسهم التطوعي والوطني العالي واستحضارهم للطبيعة الاستثنائية لهذه الظرفية العصيبة التي يمر منها العالم، فإن ذلك لا يعني قطعا قبولهم بالمنطق الإجباري المراد اعتماده بأساليب ملتوية. كما أنه لن يكون على حساب مجانية التعليم العمومي الذي يتيح فرصة الاستفادة من خدماته أمام كل تلميذات وتلاميذ الوطن.
إن ما توصلنا به، كنقابة مكافحة ملتصقة بهموم الشغيلة التعليمية ومدافعة عن الحق المقدس لبنات وأبناء شعبنا في تعليم عمومي مجاني، من معطيات تفيد الاتجاه الفعلي على مستوى المديرية الإقليمية لطاطا في منحى الفرض القسري لتعليم نخبوي عن بعد، أمر نعلن رفضنا التام له. في نفس الوقت، نطالب سيادتكم بالخروج عن صمتكم وتوضيح موقفكم بشكل رسمي حول التعليمات الإجبارية والسلطوية التي توجه للأساتذة-ات بهذا الشأن.
إننا إذ نؤكد مرة أخرى على إيلاء الأهمية القصوى للأثر الفعلي (L’impact effectif) لهذه الدروس الافتراضية -التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعوض الدروس الحضورية- وحجم التفاوتات التي تعمقها في ظل واقع الهشاشة التي تطبع الإقليم، فإننا نتمنى أن تجد لديكم مطالبنا العناية الكافية.

التعليقات مغلقة.