دفاعا عن الأساتذة المقصيين من الترقية، حمزة الشافعي، تنغير

HAMZA-CHAFIAA

لعل المتتبع لقضية الأساتذة حاملي الشواهد المقصيين من الترقية في نضالهم المستميت لنيل حقهم في الترقية بالشهادة الجامعية أسوة بالأفواج السابقة واللاحقة سَيَخْلُصُ إلى وجود واستمرار مجموعة من التناقضات والممارسات تزيد من تأزم وضعية المنظومة التعليمية التي صار اسمها مرتبطا ارتباطا وثيقا يستعصي الحل والتفكيك بأوصاف غير مرغوب فيها من قبيل الاحتقان المستمر والأزمة الخانقة والإفلاس غير المعلن عليه. من جملة تلك التناقضات والممارسات يمكن ذكر مايلي:

استمرار تعنت الوزارة الوصية في الاعتراف بالحيف والإقصاء الذي طال فوجين من الأساتذة بعد حرمانهم من حق مكتسب متمثل في الترقية بالشهادة دون قيد أو شرط، فكيف يعقل ترقية كل أفواج ما قبل سنة 2011 مباشرة وتوظيف أفواج ما بعد سنة 2013 مباشرة في السلم العاشر في حين يتم فرض مباراة بشروط مجحفة تتمثل في قرصنة الأقدمية والأثر الرجعي المادي والإداري وإعادة التعيين على فوجي 2012 و2013.

إن كان منطق الإقصاء والحرمان أمرا مسلما به في أدبيات الوزارة الوصية، فلماذا نجد مصطلحات جد كبيرة من قبيل المساواة وتكافؤ الفرص والحقوق والعدالة وعدم التمييز تغزوا مقررات ومناهج هذه الوزارة؟ كيف ستكون نفسية أستاذ مَحْرُوم من حقه الطبيعي في الترقية وهو يلقي لتلاميذه دروس عن المساواة وتكافؤ الفرص؟ كيف ستكون نفسية ذلك الأستاذ وهو يعمل إلى جانب أساتذة آخرين استفادوا من نفس الحق في حين حُرِم هو من ذلك تحت مبررات تحايلية وكيدية من قبيل الأزمة المالية وضرورة اختبار الكفاءة؟!!!

لماذا يتم استغلال فئة عريضة من هؤلاء الأساتذة المقصيين من الترقية لسد الخصاص المهول الموجود في السلك الثانوي التأهيلي ولما لم تصدر الوزارة بيانا كعادتها يقضي بإلغاء تكليفهم بهذا السلك لضمان جودة تعليم أطفال المغاربة وإرجاعهم لأسلاكهم الأصلية(ابتدائي/إعدادي) ماداموا في منظورها الضيق غير أكفاء حتى يتم اختبار كفاءتهم وترقيتهم بمباراة ملغومة! لماذا يتم التلويح بالأزمة المالية وانعدام السيولةالماديةكلما تعلق الأمر بميدان التعليم؟ أليس رجل التعليم اليوم تجسيدا حقيقيا للازمة في ظل الزيادات الحكوميةاللاشعبية الصاروخية في المواد الأساسيةمُوازاةً مع راتب هزيل لايكاد يساير متطلبات ومصاريف التنقل بين منطقة الانتماء ومنطقة العمل والتي غالبا ما تكون جد بعيدة علاوة علىغلاء مصاريف الكراء والسكن والقوت اليومي ومتطلبات استكمال التكوين الذاتي والدراسة في ظل غياب الدعم في هذا الجانب.

عموما، لسان حالرجال التعليماليومفُرِضَ عليه (إلى أجل غير مسمى) قول وترديد: “لا تحلم بسكن خاص بك عدا السكن في الأزمة أو سكن ورثته عن أهلك! لا تحلم بسيارة خاصة بك عدا المسير والتيه في محطات الحافلات المهترئة أو وسيلة نقل ورثتها عن أهلك أو تسَلفتها من جارك وإن كانت دابة“.

حمزة الشافعي

تنغير

14/03/2014

التعليقات مغلقة.